"سنغني يا بلادي" مجموعة قصائد بقلم الشاعرة : ليلى الرحموني - تونس
مقدمة
نبذة عن الشاعرة:
1- سنغني يا بلادي
سنغني يا بلادي
مهما أسكتوا فينا الأمل
ونمضي في رباك
نصدح عاليا حلو الجمل
تنشد الحب صدور
درعها ورد ياس وفل
لن نبالي لسواد
غشى يوما نور المقل
في بلادي الصبح دوما
غاب حينا ثم اطل
في بلادي الشمس بانت
تشحن أنوارها لا لن تفل
اسألوا عنا الدهور
اسألوا حتى تاريخ الأول
نحن شعب لا يموت
نحن أنشودة يغنيها الأزل
نزرع الحرف ورودا
طرحه أمسى شعارا للدول
سنغني يا بلادي للحياة
لربيع فيك صار للدنيا مثل
كلنا ماضون يوما
وحدها أغانيك ربيع سيظل
***************************
2- هل تعرف من أنا..؟
قلي.....
هل تعرف حقا من أنا.....؟
أم غرّك صبري وحبي
فظننت حروفي فقط وشاحا
من جمال ولين وحياء......؟
وجهلت أني
مازلت إبنة الشمس
أحمل في لساني
لهيب المعاني
وسهام الكلمات
وفراسة المهاري
العربيات خير النساء
قلي......
هل تعرف حقا من أنا .....؟
هل صادف يوماً
أن رأيت نجما لامعا
يسقط أمامك من السماء
فتخيلت واهما أن النجوم
قد تصطادها قبضة يد
من طين وتراب و دماء
قلي.....
هل تعرف حقا من أنا....؟
أو ربما شاهدت
قمرا ساطعا
ينزع ثوب النور عنه
ويكسر حوله هالات البهاء
ثم يسبح خارج مداره
تاركا مكانه أظلم
شاغرا في الفضاء
قلي.....
هل تعرف حقا من أنا......؟
أو ربما تخيلت الشمس
قرصا يتهاوى عن عرشه
من كبد السماء
و يتدحرج على الأرض
ليكتشف فقط ما معنى
أن يكون منزوع التوهج
مطفيا ضائعا
تتلاقفه الظلمة في الخلاء
قلي.....
هل تعرف حقا من أنا......؟
أو ربما توهمت أن الكواكب
ملّت وسع سماواتها
وجبروت ملكوت مجراتها
فقررت الجموح
عن مسار ربها
وعن ديمومة هي
بقبضة خالق الكون
وباسط وسع هذا الفضاء
قلي.....
هل عرفت صدقا من أنا.....؟
وخبرت قولا و فعلا
أنت الآن في حضرة أي النساء
واكتشفت كيف
تقام طقوس الصبر
ونواميس البلاغة
على بلاط العفة والطهر
في مملكة النور و شريعة
النساء الشامخات الأوفياء .......؟!
********************
3- لا تتعب نفسك
لا تتعب نفسك
يا سيدي كثيرا.....
ولا تسقط على تقاسيم براءتي
زيف ما علمته عن النساء قبلي
من مجون التصاوير
ولا تنتقي لشجاعتك
في قاموس المحبين عندي
مواقف جريئة......
و مناورات للمعاني و التعابير......!
فلن تسبي حقيقتي أبدا
بظاهر ما تغتصبه مني
ولن يفيدك فعلا
حبك الدلائل واختراع التفاسير......!
فما تبحث عنه وترتجيه
تخطؤه ظواهر العشاق دوما
وتتقن إخفأه عنك......
من هن لروحك حقا مرايا
و لورد ذاتك كن صدقا عبير القوارير.......!
كل ما تبحث عنه عندي
وفي ساحات كرمي و صبري
وفي باهات صدقي ونظري
هو في داخلك أنت .....
وتفاصيله منبع وجودك
و حقيقة مصدرك و كنيتك
لا ما دونته عني عندك
الخرافات من القصص و الأساطير.......!
فظلما يا سيدي تبحث عندي
وفي كلماتي و دفاتري له
عن أسباب و عناوين ....
وأخبار زائفة وتآويل.....
تنتزعها مني غصبا
لتشعر فقط أنك رجل بارع
في صنع الواقع و نسج التقارير ......؟!
************************
4- أقم أعيادك في شراييني
تجول في شراييني
يا سيدي بكل رشاقة و لطف ......
وأقم أعيادك الصاخبة
في أعماق قلبي ولا تخف
ولكن لأجلي.... اكتم ولا تبح......َ
واعلن أفراح ميلادك السعيدة
في ساحات نضري .....
وباهات كبدي......
وارقص وابتهج ......
ولكن لا تتجاوز شرائط المعقول
وحواجز ما يفهم عندهم من الصبر
لا تدعهم يا سيدي
يبصرون وجودك البهي
أبدا في عمري......
ويدركون انك
ولدت لتكون في حياتي
فارس الحرف و الفرح.....
و باعث النور و الأمل......
يطرد أحزانهم
من طرقات كبدي للأبد
و يغمر شتاء كلماتهم
في قاموس عمري
و يكتسح ظلام لياليهم
في ساحات بصري
لأنهم ببساطة شديدة......
مجرد بشر..... بشر ...لا غير يا سيدي
وأنا وأنت
تركنا جحافل البشر
منذ ذلك العهد السرمدي والوعد ........ !
فالبشر يفسدون
أفراحا لا يفهمونها غالبا
و علاقات لا يطوّقونها بحواجز
و مشاعر تتجاوز
خنادق أفكارهم دائما
هم بارعون فقط برمي
من يتجاوز قدراتهم البسيطة
بالجهل و الظلم واللوم......!
*********************
طيور الشوق
ياطيور الشوق
بلغيه سلامي
و رسائل حبي و احترامي
و قولي له أن عشقي له
لم يكن يوما
حرث من عدم
ومتاهة من إثم
وحصاد شياطين
الفكر والأفكار
فقد كان جنائن حرف
وبساتين نحو وصرف
واستراحة إبداع و أمل
أهديت لأرواح
لامس صفاؤها
منابع نواميس كرم الزمان
وأن حبي له
لم يكن يوما
نسف من عبث
ولا تغريدة خارج
طقوس الوفاء و الإمتنان
فقد كان لحن سلام
تغرده عذب النوايا
وطاهرات الأماني
وواعدات الأحلام
قولي له عد حيث كنت
و كانت أرواحنا
وعش حيث متنا
و ماتت عنقاء آمالنا
فما الحب إلا موت
لمراتب بعث تهدى إلينا من جديد
إرسال تعليق